الجمعة، 20 يوليو 2012

خواطر قرآنية (1)


"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"

آية نستخدمها كثيراً في هجومنا على من يخالفنا في الفكر والعقيدة والسلوك وربما السياسة أيضاً، فنظن بأنفسنا خيراً وأن الطرف (الآخر) هو المقصود.

إلا أنني اليوم، وأنا أقرأ هذه الآيات استوقفني هذا المقطع القرآني كثيراً منذ بدايته وحتى النهاية.

حيث تشير البداية إلى أنّ هؤلاء القوم:
يقولون بأنهم آمنوا بالله واليوم الآخر،
ويؤمنون في قرارة أنفسهم بأنهم مصلحون،
كما تشير النهاية إلى أنهم لا يعلمون بسفاهتهم ولا يشعرون بفسادهم،
أي أنهم باختصار مخدوعون بأنفسهم.

لو تأملنا هذه الآيات، واستحضرناها في نفوسنا دوماً، لأصبحنا أكثر قبولاً للآخر.

فلعلّ الحق مع (الآخر)، ولعلّنا نحن الذين نظن بأنفسنا خيراً ونقول بأننا نؤمن بالله واليوم الآخر، وأننا مصلحون، لعلّنا لسنا كذلك، ولكنّنا لا نعلم ولا نشعر، ونحن نحتكر الحقّ لأنفسنا.

اللهم أرنا الحقّ حقّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

"وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ، يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق