الاثنين، 15 ديسمبر 2008

هل اسمك…………؟

القائمة الأولى: سما، شجاع، سراج، ظلال، خضر، تماضر، حراء، زينو، منار، ميعاد، نادر،سارية، أميمة، ننار، نجود…..الخ 



القائمة الثانية: أحمد، محمد، مريم، عبدالله، عبدالرحمن، فاطمة، عمر، علي، عائشة، أنس، أسامة، أسماء، خالد، سلطان، راشد، حسن…..الخ
  


 إذا كان اسمك ضمن القائمة الأولى، فاحمد الله واشكره، فأنت محظوظ للأسباب التالية

  • لن يتم القبض عليك في أحد المطارات العربية أو الأجنبية عن طريق الخطأ، لتشابه الأسماء
  • لست بحاجة لاستعارة اسم العائلة للتعريف بنفسك
  • محدثوك الذين تلتقي بهم للمرة الأولى لن يعانوا في فتح موضوع للحديث معك، فاسمك ومعناه وسبب التسمية بداية جيدة.
  • أصدقاؤك أيام الثانوية والإعدادية وحتى الابتدائية مازالوا يذكرونك جيدا، ولست بحاجة لتذكيرهم بتفاصيل يومية خاصة لاستعادة الذاكرة.
  • معلموك ومدرسوك في المراحل المختلفة، ورغم الكم الهائل من الطلاب الذين مروا عليهم، ليسوا بحاجة لأكثر من سماع اسمك حتى يتذكروك ويرحبون بك والدموع في أعينهم لأنك أنت من تذكرهم.
  • باختصار أنت مختلف عن الآخرين، ومشهوربالفطرة


أما إن كان اسمك ضمن القائمة الثانية، فأرجو الله عز وجل أن يلهمك الصبر على ما ابتلاك به

  • يتم القبض عليك عاجلا أم آجلا، لأن نظيرك قد قتل أو سرق أو اعتدى، وادع الله ألا تكون التهمة إرهابية.
  • ترفض البنوك منحك أي تسهيلات بنكية أو تمويلات، لعجز قرينك عن السداد.
  • تضطر لإعادة رواية وتمثيل تلك الحادثة لزملاء الدراسة عشرات المرات مع كل الوسائل الإيضاحية من تغيير نبرة الصوت وتقليد فلان وتحريك أصابع قدميك ورجليك، لعل الذاكرة تسعفهم فيتذكرونك، ولكن لا حياة لمن تنادي.
  •  ترتسم على وجهك علامات الإحباط حين يقابلك مدرسوك بالاستغراب واللامبالاة، وأنت تعرف بنفسك بكل فخر بعد سنوات من التخرج.
  • يقترن باسمك لقب من قبيل (كنكري، حلاوة، سبتوه، السوري، الدب) للتمييز، وربما تستغني عن اسمك لأجل عيون اللقب، وبأحسن الأحوال ستكتفي باسم العائلة تحمله معك أينما حللت وحيثما ذهبت، فهاهو أحمد أميري لا يكاد يعرفه أحد من غير “الأميري”.
  • تضطر للالتفات في الأسواق والمجمعات التجارية حول نفسك عشرات المرات لأن أحدهم قد نادى عليك “باسمك”.
  • تقضي الكثير والكثير من الوقت أنت ومن حولك في البحث عن كرسي الجلوس خاصتك أيام الامتحانات، ويقضي من يبحث عنك وقتا أطول أمام دليل الهاتف وفي محرك البحث جوجل.



حمدا لله على الاسم الذي أحمله، وشكرا لوالدي الذي أسماني:---------- أواب


http://www.heznah.net/vb/t3812.html

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

أبا نور في ذمة الله



قبل عدة أعوام، تقدمت لخطبة إحدى الفتيات من إحدى العوائل الكريمة، فاستقبلني أبوها بابتسامة صادقة  وبصدر رحب وبتواضع يأسرك قلما نشهد له مثيلا.


قبلني زوجا لابنته، وأنا لم أزل طالبا على مقاعد الدراسة، لا أعمل وليس لي أي مصدر للدخل، لم يطالبني بشيء، لم يطلب درهما ولا دينارا، لم يسألني شقة أو أثاثا أو سيارة، رفض أن يسمي مهرا أو شبكة، وأذكر أنه قد قال لي حينها:

 ”إن أكرمتها، فذاك يغنيني ويغنيها عن مال الدنيا بأسره، وان أهنتها فلن يعوضنا عن ذلك كنوز قارون


 
وعند عقد القران، طلب مني أن أعلم ابنته القرآن، وأساعدها على حفظ كتاب الله، ووعدته خيرا.


 
انتقل عمي إلى جوار ربه يوم الجمعة الماضي عند منتصف الليل وهو شاب في الأربعينيات من عمره، ليترك في القلب لوعة، وفي النفس حزنا، وفي العين دمعة.


 
كم شهدنا من جنازات، وكم دفنا من أموات، إلا أن فراق من عرفنا وخبرنا ومن كان له في القلب مكانا وفي النفس مكانة لهو أشد وأصعب، لم يسبق أن تأثرت بموت أحد كما فعلت اليوم، بكيته كما لم أبكي أحدا قبله، لم أكن أعلم كم هو صعب أن تبقى الدموع في محاجرها، لم أكن أعلم كم كان قريبا مني وأنا الذي ابتليت بفقدان أبي وأنا صغير ليكون لي خير أب ويكن لي خير أخ وخير صديق رغم السنوات العشرين التي تفصل بيننا.


 
لم أشعر يوما بالغربة في بيته، فكان سهلا أريحيا، أرتاح عنده أكثر مما أرتاح في بيتي، لم يتكلف لي يوما قط ولم يجاملني لئلا أشعر أني ضيف ثقيل، عرفته كريما، لا يغيب الضيف عن بيته، فلم يكن ليستمتع بوجبة طعام لوحده، عرفته متواضعا يدخل قلب كل من عرفه، عرفته حسن الخلق، طيب المعشر، دمثا، طيبا، حنونا، محبا، صادقا، صاحب نكتة، عرفته خدوما لا يرد سائلا، لم يكن ينتظر أن يسأله الناس، بل كان دوما سباقا إلى الخير، مبادرا إلى خدمة الآخرين ومساعدتهم رغم ظروفه الصحية وضيق ذات اليد، لم يكن رجل دنيا، لم تغريه يوما مظاهرها الخادعة وزينتها الفانية.


رأيته في أيامه الأخيرة بصحة ونشاط لم أشاهدها منذ عرفته، وكان يتمتع بكل الصحة والعافية وكأنها صحوة الموت، فعلى مدى سنوات عمره الأخيرة، أجرى أربع عمليات مختلفة وعانى من المرض ما عانى، وكأن الله أراد أن يبتليه قبل موته فيلقى ربه طاهرا نقيا.


ساق الله له والده السبعيني قادما من العراق في زيارة له ليقوم على خدمته وطلب رضاه، فيلقى ربه بارا بأبيه وهو راض عنه، أكرمه الله بصيام الأيام الأخيرة من عمره، وأجرى الشهادة على لسانه وهو بين أبنائه وأهله لتكون آخر كلمات ينطق بها قبل موته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.



 
اتصل بنا قبل ساعات من وفاته، طالبا أن يحدث حفيدته “لينا” والتي رآها قبل يومين، فقد اشتاق لسماع صوتها وكأنه أراد توديعها.




 
رحم الله “أبا نور” وجعل له نورا في قبره، ونورا يزين وجهه يوم القيامة، ونورا يقوده إلى جنة الخلد بإذن الله.


 
اللهم ارحم “بهاء الراوي” وألبسه لباس السرور والبهاء، وارزقه الفردوس الأعلى، واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.


 
ولا أراكم الله مكروها بعزيز