الاثنين، 15 ديسمبر 2008

هل اسمك…………؟

القائمة الأولى: سما، شجاع، سراج، ظلال، خضر، تماضر، حراء، زينو، منار، ميعاد، نادر،سارية، أميمة، ننار، نجود…..الخ 



القائمة الثانية: أحمد، محمد، مريم، عبدالله، عبدالرحمن، فاطمة، عمر، علي، عائشة، أنس، أسامة، أسماء، خالد، سلطان، راشد، حسن…..الخ
  


 إذا كان اسمك ضمن القائمة الأولى، فاحمد الله واشكره، فأنت محظوظ للأسباب التالية

  • لن يتم القبض عليك في أحد المطارات العربية أو الأجنبية عن طريق الخطأ، لتشابه الأسماء
  • لست بحاجة لاستعارة اسم العائلة للتعريف بنفسك
  • محدثوك الذين تلتقي بهم للمرة الأولى لن يعانوا في فتح موضوع للحديث معك، فاسمك ومعناه وسبب التسمية بداية جيدة.
  • أصدقاؤك أيام الثانوية والإعدادية وحتى الابتدائية مازالوا يذكرونك جيدا، ولست بحاجة لتذكيرهم بتفاصيل يومية خاصة لاستعادة الذاكرة.
  • معلموك ومدرسوك في المراحل المختلفة، ورغم الكم الهائل من الطلاب الذين مروا عليهم، ليسوا بحاجة لأكثر من سماع اسمك حتى يتذكروك ويرحبون بك والدموع في أعينهم لأنك أنت من تذكرهم.
  • باختصار أنت مختلف عن الآخرين، ومشهوربالفطرة


أما إن كان اسمك ضمن القائمة الثانية، فأرجو الله عز وجل أن يلهمك الصبر على ما ابتلاك به

  • يتم القبض عليك عاجلا أم آجلا، لأن نظيرك قد قتل أو سرق أو اعتدى، وادع الله ألا تكون التهمة إرهابية.
  • ترفض البنوك منحك أي تسهيلات بنكية أو تمويلات، لعجز قرينك عن السداد.
  • تضطر لإعادة رواية وتمثيل تلك الحادثة لزملاء الدراسة عشرات المرات مع كل الوسائل الإيضاحية من تغيير نبرة الصوت وتقليد فلان وتحريك أصابع قدميك ورجليك، لعل الذاكرة تسعفهم فيتذكرونك، ولكن لا حياة لمن تنادي.
  •  ترتسم على وجهك علامات الإحباط حين يقابلك مدرسوك بالاستغراب واللامبالاة، وأنت تعرف بنفسك بكل فخر بعد سنوات من التخرج.
  • يقترن باسمك لقب من قبيل (كنكري، حلاوة، سبتوه، السوري، الدب) للتمييز، وربما تستغني عن اسمك لأجل عيون اللقب، وبأحسن الأحوال ستكتفي باسم العائلة تحمله معك أينما حللت وحيثما ذهبت، فهاهو أحمد أميري لا يكاد يعرفه أحد من غير “الأميري”.
  • تضطر للالتفات في الأسواق والمجمعات التجارية حول نفسك عشرات المرات لأن أحدهم قد نادى عليك “باسمك”.
  • تقضي الكثير والكثير من الوقت أنت ومن حولك في البحث عن كرسي الجلوس خاصتك أيام الامتحانات، ويقضي من يبحث عنك وقتا أطول أمام دليل الهاتف وفي محرك البحث جوجل.



حمدا لله على الاسم الذي أحمله، وشكرا لوالدي الذي أسماني:---------- أواب


http://www.heznah.net/vb/t3812.html

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

أبا نور في ذمة الله



قبل عدة أعوام، تقدمت لخطبة إحدى الفتيات من إحدى العوائل الكريمة، فاستقبلني أبوها بابتسامة صادقة  وبصدر رحب وبتواضع يأسرك قلما نشهد له مثيلا.


قبلني زوجا لابنته، وأنا لم أزل طالبا على مقاعد الدراسة، لا أعمل وليس لي أي مصدر للدخل، لم يطالبني بشيء، لم يطلب درهما ولا دينارا، لم يسألني شقة أو أثاثا أو سيارة، رفض أن يسمي مهرا أو شبكة، وأذكر أنه قد قال لي حينها:

 ”إن أكرمتها، فذاك يغنيني ويغنيها عن مال الدنيا بأسره، وان أهنتها فلن يعوضنا عن ذلك كنوز قارون


 
وعند عقد القران، طلب مني أن أعلم ابنته القرآن، وأساعدها على حفظ كتاب الله، ووعدته خيرا.


 
انتقل عمي إلى جوار ربه يوم الجمعة الماضي عند منتصف الليل وهو شاب في الأربعينيات من عمره، ليترك في القلب لوعة، وفي النفس حزنا، وفي العين دمعة.


 
كم شهدنا من جنازات، وكم دفنا من أموات، إلا أن فراق من عرفنا وخبرنا ومن كان له في القلب مكانا وفي النفس مكانة لهو أشد وأصعب، لم يسبق أن تأثرت بموت أحد كما فعلت اليوم، بكيته كما لم أبكي أحدا قبله، لم أكن أعلم كم هو صعب أن تبقى الدموع في محاجرها، لم أكن أعلم كم كان قريبا مني وأنا الذي ابتليت بفقدان أبي وأنا صغير ليكون لي خير أب ويكن لي خير أخ وخير صديق رغم السنوات العشرين التي تفصل بيننا.


 
لم أشعر يوما بالغربة في بيته، فكان سهلا أريحيا، أرتاح عنده أكثر مما أرتاح في بيتي، لم يتكلف لي يوما قط ولم يجاملني لئلا أشعر أني ضيف ثقيل، عرفته كريما، لا يغيب الضيف عن بيته، فلم يكن ليستمتع بوجبة طعام لوحده، عرفته متواضعا يدخل قلب كل من عرفه، عرفته حسن الخلق، طيب المعشر، دمثا، طيبا، حنونا، محبا، صادقا، صاحب نكتة، عرفته خدوما لا يرد سائلا، لم يكن ينتظر أن يسأله الناس، بل كان دوما سباقا إلى الخير، مبادرا إلى خدمة الآخرين ومساعدتهم رغم ظروفه الصحية وضيق ذات اليد، لم يكن رجل دنيا، لم تغريه يوما مظاهرها الخادعة وزينتها الفانية.


رأيته في أيامه الأخيرة بصحة ونشاط لم أشاهدها منذ عرفته، وكان يتمتع بكل الصحة والعافية وكأنها صحوة الموت، فعلى مدى سنوات عمره الأخيرة، أجرى أربع عمليات مختلفة وعانى من المرض ما عانى، وكأن الله أراد أن يبتليه قبل موته فيلقى ربه طاهرا نقيا.


ساق الله له والده السبعيني قادما من العراق في زيارة له ليقوم على خدمته وطلب رضاه، فيلقى ربه بارا بأبيه وهو راض عنه، أكرمه الله بصيام الأيام الأخيرة من عمره، وأجرى الشهادة على لسانه وهو بين أبنائه وأهله لتكون آخر كلمات ينطق بها قبل موته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.



 
اتصل بنا قبل ساعات من وفاته، طالبا أن يحدث حفيدته “لينا” والتي رآها قبل يومين، فقد اشتاق لسماع صوتها وكأنه أراد توديعها.




 
رحم الله “أبا نور” وجعل له نورا في قبره، ونورا يزين وجهه يوم القيامة، ونورا يقوده إلى جنة الخلد بإذن الله.


 
اللهم ارحم “بهاء الراوي” وألبسه لباس السرور والبهاء، وارزقه الفردوس الأعلى، واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.


 
ولا أراكم الله مكروها بعزيز



 

الأحد، 16 نوفمبر 2008

صليت الظهر سبع ركعات

قبل أن تتهموني بالكفر والإلحاد والزندقة، وقبل أن ترموني بسهام البدعة والضلالة، فاني أقر وأشهد الله وأشهدكم بأني أؤمن بأن صلاة الظهر 4 ركعات لا غير واني أصليها على هذا النحو 4 ركعات دوما، وأن من غير وبدل شيئا معلوما من الدين بالضرورة كهذا فهو على خطر عظيم.  


إلا أنني البارحة في صلاة الظهر وبعد الركعة الثانية جاءني الوسواس وسألت نفسي: (واحدة أم اثنتان؟) وطبعا أخذت بالأحوط، وعند الركعة الثالثة تساءلت مرة أخرى (اثنتان أم ثلاثة؟) وكان لا بد من الأخذ باليقين، ولم يتركني الوسواس في حالي فجاءني في الركعة الرابعة لأقنع نفسي بأني لم أصلي بعد إلا ثلاث ركعات فقط، فكانت المحصلة 7 ركعات وسجدتي سهو لعلها ترغم الشيطان، إلا أنني وبعد كل ذلك شككت في أن صلاة كهذه ستقبل، فأعدتها مرة أخرى وكانت 4 أو 5 ركعات مع سجدتي السهو!!!!!  


ماذا أفعل مع هذا الوسواس الذي يطاردني دوما؟ 


أخرج من باب الشقة إلى المصعد إلى الدور الأرضي، لأعود مرة أخرى إلى الأعلى لأتأكد بأني قفلت الباب المقفول، أستيقظ من نومي فجأة متوجها نحو الباب لأتأكد بأنه مقفول، هل هو فعلا الوسواس أم أني جبان؟ ربما!!! 


يستحيل أن يجدي “ريموت السيارة” نفعا معي، فأنا لا أقتنع بأن السيارة مقفولة مالم أتأكد من ذلك بنفسي برفع مقبض الباب، وأتوضأ في اليوم والليلة 10 مرات على الأقل لأصلي 5 فروض فقط، أقوم بالعد على مدار اليوم، عد الطوابيق والطوابق في الأبراج الكبيرة وإعادة عدها للتأكد!!! عد السيارات في الموقف المقابل، عد الركاب في باص النقل العام، عد الحضور في المؤتمر أو المحاضرة، عد المشجعين، بل يصل بي الأمر أحيانا إلى عد المصلين، وكم أستشيط غيظا من أولئك الذين يخرجون من المسجد بعد السلام مباشرة لأنهم خربوا علي العد


حمولة الشاحنة المجاورة ستسقط علي حتما بعد ثواني، بطاقتي الالكترونية الخاصة بالدوام تظهر حضوري في الصباح مرتان وانصرافي أربع مرات، ولو كنت أعمل في أحد محلات الهايبرماركت لتضاعفت أرباحهم ولدفع الزبائن ثمن مشترياتهم مرتان ببطاقة الائتمان.    


يكفيني دور واحد من ألعاب الفيديو ذات المربعات والمكعبات والمثلثات والدوائر والأرقام ، لينشغل مخي بها لأسابيع وتبدأ خلايا مخي بالترتيب والتركيب والتفكيك والتفجير طوال الأيام اللاحقة في النوم واليقظة


أما إذا قرر صرصور انه يسلم علي ويلمسني، فتلك مصيبة المصائب، يبقى وسواس النظافة واستخدام كل أنواع المطهرات والمساحيق والمنظفات لأيام، والغريب انه الصرصور نفسه بعد أن يلامسني يذهب للاستحمام (حقيقة علمية)


إلا أن الأمر لا يخلو من الايجابيات، ففي رمضان يزيد الأجر فأصلي عدد ركعات أكثر من التراويح خصوصا إذا فاتتني الجماعة، أعيد قراءة الكثير من السور والآيات أكثر من مرة ظنا مني بأني لم أقرأها، الأدعية والمأثورات والتسبيح تكون دوما أكثر من النصاب (هذا في حال قرأتها)، الظهور بمظهر الفاهم العاقل الذي يستطيع وبسهولة تقدير عدد الحضور في أمسية الليلة أو مباراة الأمس مع تقديم الرقم الدقيق لوسائل الإعلام.


إلا أن ما يخفف عني دوما هو صديقي الذي يتوضأ كل يوم 20 مرة ليصلي 10 مرات (أصل وإعادة لكل فرض)، صديقي الذي لا يفارق الحمام، “ومن شاف مصيبة غيره، هانت عليه مصيبته”، إضافة إلى قول ابن تيمية في عدم صحة صلاة التسابيح، وتضعيف الشيخ ابن باز لحديث صلاة التسابيح*.  

—————————————————————————— 
* صلاة التسابيح جائزة ومستحبة على رأي الجمهور

جميع ما ذكر أعلاه مجرد أمثلة لحالات حقيقية لا علاقة لي بها، ولكن علي الاعتراف أن واحدة منها تخصني شخصياً (والله واحدة فقط) ا

الخميس، 6 نوفمبر 2008

السر الحقيقي (الغير معلن) لفوز أوباما

فاز أوباما

وخير يا طير، هم من زمااااااااااان يقولون انه راح يفوز 

بس الآن فاز بشكل رسمي، يعني الموضوع صار حقيقة واقعة، مو مجرد فقاعة 

أنا ما أدري إحنا ليش نهتم بالانتخابات الأمريكية أكثر من الأمريكان أنفسهم، نهتم فيها أكثر ما نهتم بأخبار المسلمين في العراق وفلسطين 

بس برأيك ليش فاز أوباما؟ 

لأن الجمهوريين خربوا الدنيا داخل وخارج أمريكا، بالسياسة والاقتصاد والصحة والتعليم وحتى في الرياضة، لأول مرة تخسر أمريكا المركز الأول في الاولمبياد بنسخته الأخيرة في بكين، فصار التغيير ضرورة، وليس هناك بديل غير الديمقراطيين 
بس هاي مو أول مرة يخربها الجمهوريين، طول عمرهم يخربوها ويرجع الشعب ينتخبهم، انت نسيت انتخاب بوش الابن لولاية ثانية بعد كل بلاويه، وبعدين لا تنسى انه المرشح الديمقراطي أسود 

لعد يمكن يكون هذا هو السبب، لأنه أسود، حتى يقولون للعالم انه أمريكا لا تعترف بالعنصرية 

نعم؟!!! أمريكا من يوم يومها عنصرية، والشعب الأمريكي مثله مثل أي شعب، وكل الشعوب عنصرية، وكل إنسان شيء من العنصرية، أنا وانت مثلا عنصريين، تحس انك أعلى من الهندي والبنغالي والآسيوي والعربي اللي من هناك والأعجمي اللي من الطرف الآخر والخضيري وال وال…..الخ 

والله كلامك صحيح، العنصرية فطرة بشرية، والشعب الأمريكي يعترف بعنصريته، وأوباما مو أول أسود يرشح نفسه، سبقوه كثيرين وخسروا السباق، أنا أقول انتخبوه لانه مسلم أو جذوره إسلامية 

انت أكيييييييييد غبي، ليش الشعب يختار واحد جذوره الإسلامية، وليش حتى اللوبي اليهودي يدعمه؟ 

يا ذكي زمانك، السبب انه راح يكون ملكي أكثر من الملك، انت نسيت المنافقين والانبطاحيين أمثاله في الوطن العربي والإسلامي (بدون ذكر أسماء)، أوباما حتى ينفي عن نفسه هذي التهمة، راح يسوي أكثر من بوش وأبو بوش 

وجهة نظر، بس أنا أقول انه أوباما فاز لأنه أصوله أفريقية، أفريقيا صارت منجم ذهب أسود وأصفر وأبيض – اليورانيوم -، وأمريكا تتحسر على أيام الغوص، فقالوا يمكن هالأفريقي يوصلنا لأفريقيا من غير ما ينظر العالم إلى أمريكا على انها طامعة بالثروات الأفريقية أو إنها محتلة 

على هالحال يمكن يكون السبب لأن أبوه آسيوي، والقوة الآسيوية بدأت، وعلى رايك قالوا خلينا نستفيد من أصوله الآسيوية حتى نخطب ود الصين وقرايبها 

بس هذا الآسيوي مش أبوه، هذا زوج أمه، ومن إندونيسيا، مو من اليابان أو سنغافورة أو الصين أو كوريا، وإندونيسيا في ذيل القائمة الآسيوية، عفوا في وسطها - الذيل محجوز النا -، باختصار إندونيسيا ليست من دول الصف الأول اللي أمريكا تهتم بيها 

أنا مازلت عند رأيي، أوباما فاز لأنه ديمقراطي

بس السيدة كلينتون كانت ديمقراطية أيضا 

بس كلينتون امرأة، أنثى، يعني ما تصلح للحكم

صحيح، لكن فوزها كان راح يفيدهم أكثر، على أساس إنهم دولة المساواة، دولة لا تفرق بين الجنسين، دولة نساءها أقوى من الصلب، زوجها يخونها مع وحدة أحلى منها، لكنها تظل امرأة ناجحة قادرة على مواجهة الصعاب، النموذج الأمريكي المثالي اللي من عقود يحاولون يقنعونا بيه، وإذا فازت راح نقتنع أخيرا وبسهولة 

بس أوباما شباب، صغيرون، وهالشي الناس تحبه، أحسن من واحد مخرف، رجله بالقبر 

صح لسانك، وهو اجتماعي، وزوجته وبناته دائما معاه، ويهتم بعمته المريضة وجدته المقعدة، و المجتمع الأمريكي نسى هذه القيم، لكنه يحبها، وأوباما ذكرهم بالترابط الأسري والحياة الاجتماعية

لكن كل المرشحين يقومون بنفس الشيء أثناء حملتهم الانتخابية، يعني هاي صارت اسطوانة قديمة، كل المرشحين يسووها، بس أوباما عنده ميزة قد تكون هي سبب الفوز

نورنا يا صاحبي، ماهي الميزة الرهيبة اللي تتكلم عنها؟ 

أوباما استخدم أساليب تسويق جديدة، أوباما تواصل مع الناس في الانترنت والمدونات والفيسبوك، أوباما زار الناخبين في المناطق الفقيرة، أوباما كان ينتمي لمجتمع الفقر والجريمة، قريب من الناس ومشاكلهم، أوباما وصل للمراهقين والعجائز، الأغنياء والفقراء، أوباما أول مرشح يقبل تبرعات لحملته بدءا من دولار واحد، يعني مؤيديه كانوا من كل الطبقات وليس رجال الأعمال فقط، طالب في الإعدادية كان ممكن يتبرع لحملة أوباما ب10 دولارات عن طريق الانترنت 

كلام جميل، بس ما اقتنعت، سبب غير كافي مع السلبيات الأخرى، والله مخي مو قادر يجمع، أوباما الأسود الخال الكيني الأفريقي ،اللي أصوله مسلمة يفوز بالانتخابات الأمريكية، أوباما ما غيره يصير رئيس أقوى دولة في العالم، والله غريييييييييييبة 

 *** ما غريب إلا الشيطان، كل الكلام اللي قلتوه انتو الاثنين كلام فاضي، أوباما لو كان ذكر أو أنثى أو غيرها كان راح يفوز، لو كان أبيض أو أحمر، أصفر أو أسمر، جمهوري ديمقراطي، رأسمالي شيوعي كونفوشوسي كان لازم يفوز، أوباما لو كان هندي صيني أوروبي لاتيني مريخي كان الفوز حليفه، أوباما لو كان هو ابن لادن نفسه كانوا الأمريكان راح ينتخبوه، أوباما مسيحي يهودي هندوسي بوذي مسلم، النهاية واحدة، أوباما رئيسا لأمريكا، تعرفون ماهو السبب؟!!!!!!!! 

إنها الكاريزما ثم الكاريزما ثم الكاريزما ثم الكاريزما ثم الكاريزما 

الكاريزما هي السر، كاريزما أوباما التي لا تقهر، كل التحليلات والتنظيرات والأسباب والنتائج  والخزعبلات غلط، السبب هو الكاااااااااااريزماااااااااااااااااا ولا شيء غيرها  
 



الخميس، 2 أكتوبر 2008

من بين الأوراق "هلوسات"

أوراق أوراق أوراق، أوراق في كل مكان، أينما جلت بناظري وجدت أوراقا، سيارتي أرشيف للوثائق ينافس أرشيفاتنا المحلية، فاتورة محشوة في مطفأة السجائر، إيصالات قبض في الجرار على يمين السائق، إعلان في جيب الباب الأيمن وجريدة في الأيسر، قصاصات ورق وأرقام هواتف متنوعة في الفجوة الأمامية الصغيرة، دفتر ملاحظات في الBox  الأوسط الصغير مع عدد لا يستهان به منBusiness cards ، خرابيط منوعة من كوبونات وقسائم وغيرها في الجيب الخلفي للكرسي، أما غرفة مكتبي فهي أشبه بمركز للوثائق والبحوث، ثمان جرارات ومكتب ومنضدتين لا تطمئن نفسي حتى تمتلئ بالأوراق بكل أنواعها، تدخل المكتب فتحمد الله بأنك في عملك الحالي فهناك دوما من هو أكثر انشغالا منك، تشاهد أكواما من الأوراق تظن معها أني لا أملك وقتا لشرب الشاي أو طقطقة أصابعي ناهيك عن التحدث إليك، فتنصرف داعيا الله أن يعينني على ما أنا فيه، وهناك في منزلي - عفوا مكتبة الكونجرس العربية - الطامة الكبرى، كتب قرأتها وأخرى لم أقرأها، كتب سأقرؤها حتما يوما ما وأخرى أعرف أني لن أقرأها أبدا ومع ذلك ما زلت محتفظا بها!!! كتب أنتظر قراءتها منذ سنوات ولكنها ما زالت على الرف (حب التملك)، جرائد قديمة وجديدة ومستقبلية، مجلات منوعة، قصاصات من الجرائد والمجلات، مقالات ودراسات، أوراق انترنتية، بحوث قديمة، دفاتر دراسية وجامعية، رسائل رسمية وشخصية، فواتير وإيصالات دفع، إعلانات، كتالوجات، كتيبات لكمبيوتر “صخر” وجهاز الألعاب “فاميلي”، أوراق مبعثرة لا تصنيف لها، لا أعرف إلى متى سأبقى أنتظر اليوم الذي قد أستفيد به من كل هذا، ومتى سأقتنع بأنه لن يأتي أبدا، لم أمتلك الجرأة الكافية بعد للتخلص من كل هذا، ولا حتى من نصفه أو ربعه أو عشر معشاره، قبل فترة احترقت إحدى غرف منزلنا، فنظرت إلى النصف المملوء واستبشرت خيرا وقلت على الأقل سأتخلص من خزعبلاتي “بالإكراه”، احترق كل شيء من أثاث وسجاد وثياب وإكسسوارات ووو…..الخ إلا الأوراق والكتب (مع أنها الأسرع اشتعالا)، أبت النار أن تحرقها وتتلفها وكأنها عرفت بقيمتها التاريخية


 وها أنا ذا أقلب بين أوراقي – كالعادة – بحثا عن اللاشيء، فوقعت في يدي عدة رسائل قد دأب صاحبي “المهلوس” على كتابتها بانتظام منذ سنين مضت، كتبها بمداد الصداقة والمودة، والأخوة والمحبة، قلبتها بين يدي وأعدت قراءتها المرة تلو الأخرى، فوجدت فيها مادة أدبية تستحق معاملة أفضل من شباك العنكبوت في درج مكتبي، وكعادة العظماء دوما، لا يعرفهم الناس ويقدرون إبداعهم إلا بعد موتهم، فالفنان الهولندي فان جوخ الذي عانى في حياته من عوز وفقر شديدين وفشل في بيع أي عمل فني في حياته بيعت إحدى لوحاته وهي بورتيريه للدكتور “جاشيه” بعد وفاته ب 75 مليون دولار، وتقدر قيمة إنتاجه الفني بأكثر من بليوني دولار، وبيكاسو الذي بيعت لوحته “الصبي والغليون” ب 104 مليون دولار وعنده أكثر من  140 لوحة تزيد قيمة الواحدة منها على الستة ملايين دولار كان في فصل الشتاء يجعل من بعض لوحاته الفنية حطباً يشعله ليتدفأ عليه ويطرد به خبث البرد القارص، وأما الموسيقار الأُعجوبــة مُوزارت فقد مات وهو في الخامسة والثلاثين بداء الصدر نتيجة سوء التغذية والبرد ولم تُكلِّف جنازته سوى ثلاث دولارات، ورسم رافاييل الإيطالي لوحة مقابل وجبة طعام لم تُكلِّف سوى ربع دولار وهي اللوحة نفسها التي بِيعت بملايين الدولارات، وهناك بيتهوفــن الذي عاش فقيراً ومات فقيراً وانتقده الجميع لسوء خُلقه وهيئته، وهناك أكثر من عشرين فنانا ماتوا من الفقر والعوز في حين يملكون حاليا لوحات تزيد قيمة الواحدة منها عن المليون دولار، حينها قررت أن أكسر القاعدة وألمحت لصاحبي بنشر “هلوساته” قبل موته، لكنه أبى وأصر أن يحذو حذو العظماء والمبدعين، الرموز التي تكتب حياتها يوم موتها، وفي هذه اللحظة وهذه اللحظة بالذات جاءني شيطان الأدب، شيطان الكتابة، شيطان النثر، شيطان الصحافة، سمه ما شئت، وأوحى إلي أن أسرق هذه المقطوعات الأدبية وأنسبها لنفسي، وزين لي الأمر على انه خدمة لصاحبي، وهدية للأدب الجميل، ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة!!!!!!!!!! 


“هلوسات” هي مجموعة رسائل كتبها صاحبي وصديقي ورفيق دربي “ليث أبو جليل”، سأنشرها تباعا وأنسبها لنفسي، ولكني سأبقي على اسمها الأصلي “هلوسات” وهو الاسم الذي اختاره “أبو فارس” لرسائله، وذلك إراحة لضميري –الميت- على سرقتي الأدبية، وتخفيفا لمصاب كاتبها.

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

ألف لواحد خير من واحد لألف



زكاتك، صون لتعففهم”، شعار رفعته مؤسسة صندوق الزكاة في شهر رمضان المبارك ضمن حملتها الإعلامية الأخيرة، وكجزء من خطتها الرامية لأخذ دورها الريادي في دولة الإمارات العربية المتحدة أسوة بالمؤسسات الزكوية الأخرى في الدول المجاورة لتحصيل الزكاة ودفعها لمستحقيها، واستجابة لهذه الحملة وكعادة الكثيرين من أبناء هذا البلد المعطاء في مثل هذا الشهر، تسابق أهل الخير والإحسان في إخراج صدقاتهم وزكاة أموالهم، إما بإعطائها لإحدى الهيئات الخيرية المنتشرة داخل الدولة أو بتسليمها لمستحقيها بشكل مباشر


إلا أن ما لفت نظري تلك العادة التي يحرص عليها الأغلبية (وما أبرئ نفسي)، ذلك التقليد الذي لا أعرف من أين أتينا به، تلك الرغبة الشديدة في تجزئة المال ولو كان يسيرا، حيث يحرص الواحد منا وبشكل عجيب على أن تصل دراهمه إلى أوسع شريحة ممكنة ولو كانت أقل من ألف درهم، فيعطي هذا مئة درهم وذاك خمسون، وآخر مائتان، وفي أفضل الأحوال سيحصل المسكين المعدم المشلول الأعمى الأصم الأبكم ذو العيال على الورقة الزرقاء وكأنها ستحل كل أزماته، نفعل ذلك بحسن نية وأملا في إفادة أكبر عدد من المحتاجين، ونحن لا نعلم أنا بذلك نسيء لهم أكثر مما ننفعهم


يأخذ الفقير أو المسكين المائة درهم أو المائتان أو ربما الألف شاكرا لك، وهولا يدري ماذا عساه أن يفعل بها، أيجلب بها مئونة العام التي ستنتهي في شهر، أم يستر بها الأجساد العارية والأقدام الحافية، أم يدلل بها عائلته بشيء من اللحم وقليلا من الحلوى، أم يسدد بها “جزءا” من دين لا يعرف متى ينتهي، أم يعالج بها طفلته المريضة وأنينها الصامت هي وأمها، أم يخدر إدارة المدرسة لتأجيل طرد ابنه شهرا آخر، أم يعيد بها الكهرباء إلى منزله ليشغل بها أجهزة غير موجودة أصلا، أم يشتري بها نصف ثلاجة تحفظ له مخلفات طعامنا له ولأبنائه، أم يترك كل شيء خلف ظهره ويأخذ عياله في نزهة ستبقى في ذاكرتهم حتى الممات، أم أم أم أم …………..الخ، وقبل أن يتخذ قراره، تكون الدريهمات قد تبخرت، كيف؟ ومتى؟ وأين؟ المهم أنها تبخرت، ليعود في دوامة الحياة من جديد ينتظر الفرج من الله، فلا استفاد هو ولا استفاد غيره


كثيرون من “القليل” الذين يخرجون زكاة أموالهم، تزيد زكاتهم عن بضعة آلاف، وهي كافية لحل أزمة أو إعادة حياة إلى الحياة، ألم يكن من الأجدى لنا لو أعطينا زكاة أموالنا وما نرغب بالتصدق به لشخص واحد، واحد فقط، فيعلم بها أبناءه ليصبحوا قادرين على مجابهة الحياة بأنفسهم، أو يعالج بها رب أسرته ليعود سالما معافى يعول عياله، أو يدفع بها دينا طالت مدته فترتاح نفسه فيعمل بلا ضغوط ويفكر بشكل ايجابي يدفع عنه الفقر طيلة حياته، أو يعلم بها زوجته الخياطة بعد شراء مستلزماتها كاملة لتساعده في تسيير شؤون المنزل، أو يصحح أوضاعه القانونية لينطلق من جديد ويعيد أبناءه إلى المدارس، أو يدخل ابنته في دورة مهنية تفتح لها أبواب التوظيف، أو ينشئ بها مشروعه الخاص ليكفل له حياة كريمة هو وعياله، ندفع المال لأسرة واحدة فنفك بها كربة، ونقضي بها دينا، ونعالج بها مريضا، فيكون الشعار حقيقة واقعة “زكاتك، صون لتعففهم” لا أن تكون زكاتنا للفقير مخدرا سرعان ما يزول مفعوله


إحدى الفرق الباطنية التي تعيش بين أظهرنا وتملك من رؤوس الأموال ما يزيد على ميزانيات الكثير من دول العالم الثالث، يعمد أتباعها إلى جمع مبلغ كبير وضخم من المال فيدفعونه إلى الفقير منهم ليفتتح به محلا وسط السوق ويدفعون له الخلو وكافة المصاريف الأخرى ويمدونه بالبضاعة، ثم يشترون منه حصرا حتى يقف على رجليه، وهم ممن تعرفون من أتباع الفرقة الإسماعيلية، فكيف بنا ونحن أتباع الدين الحق وأتباع الرسالة المحمدية؟!!! 


وفي التشريع الإسلامي - كما ورد في كتب الفقه المتخصصة - يرى جمهور الفقهاء أن يعطى الفقير من الزكاة ما يكفي لسد حاجاته الأساسية هو ومن يعول عاما كاملا‏,‏ ومعيار ذلك هو أن تكون كافية لما يحتاج إليه من مطعم وملبس ومسكن، ويرى فقهاء آخرون إعطاء الفقير من الزكاة ما يكفيه العمر كله بحيث لا يحتاج إلى الزكاة مرة أخرى، وقد ورد عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: “إذا أعطيتم فأغنوا”، ويمكن الجمع بين الرأيين بأن يعطى القادر على الكسب ما يكفيه العمر كله ويغنيه عن الزكاة بتمليكه آلات حرفته أو مقومات تجارته، ويعطى لغير القادر ما يكفيه عاما، وفي كلا الحالتين لا يتم ذلك إلا بإعطاء زكاتنا وصدقات أموالنا لأسرة واحدة، وأسرة واحدة فقط.

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

السمك الكبير يمنع الاحتطاب

بين ليلة وضحاها، أصبح خالي دكتور الاقتصاد ومستشار وزارة الاقتصاد “سابقا” للشؤون المالية  والاقتصادية أصبح كأي مواطن عادي، استيقظنا في الصباح الباكر لنجد أن الجميع بلا استثناء قد تحولوا بقدرة قادر إلى خبراء في المال والاقتصاد، يحللون وينظرون بثقة تامة عن أسباب الأزمة المالية الحالية في الداخل والخارج، نساء ورجالا، صغارا وكبارا، إنها سطوة الإعلام بأبعاده التسعة التي جعلت من الجميع خبراء ومستشارين، استقبل بريدي الالكتروني قصةسعيد أبو الحزن” الذي يعيش في “أمرستان” والتي كتبها الدكتور “أنس الحجي” عدة مرات تفوق عدد أصدقائي المسجلين لدي!!!!! والأجمل من ذلك أن كثيرين منهم يذيلون المقال بأرائهم ووجهة نظرهم الخاصة، رغم أن كثيرين لم يفهموا من القصة إلا بدايتها، ولذا فاني سأعطي لنفسي الحق التحدث في المجال الاقتصادي وان كان من زاوية أخرى تماما، فنادلة المطعم التي أخذت تحاورني وتتحدث إلي بحماس شديد عن الأزمة ليست أفضل مني


قالوا قديما “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”، وكان الرسول –عليه الصلاة والسلام- إذا رأى سائلا وجهه إلى العمل، ودعاه أن يذهب فيحتطب ويبيع خيرا له من سؤال الناس، أعطوه أم منعوه، ولكن ما نراه حولنا من واقع وتشريعات وقوانين يجعل ذلك ضربا من المستحيل، فلا مكان للأسماك الصغيرة، قبل عقد مضى من الزمن كان هناك عشرات الآلاف من البقالات الصغيرة والسوبرماركت تحقق لأصحابها وعائلاتهم أرباحا تكفل لهم حياة كريمة، أما اليوم فقد استأثرت محلات الهايبرماركت كالكافور واللؤلؤ والجمعيات اللاتعاونية (هناك استثناءات) بكل شيء وتركت فتات الفتات للبقالات التي لا تكاد مبيعات الخبز والألبان تفي بمتطلباتهم، وأصبح الشيبس هو سلعتهم الإستراتيجية التي تحقق لهم الأرباح


قبل عقد من الزمن كانت الشوارع تعج بسيارات الأجرة التي يديرها أصحابها بأنفسهم من المواطنين والمقيمين وينفقون من دخلها على أسرهم، أما اليوم فقد أكلت حفنة من الأسماك الكبيرة من شركات النقل الكبرى كل شيء وحولت أرباب السيارات إلى سائقين يعملون عندها ويكدون ليل نهار لتلقي إليهم بالفتات آخر الشهر، لتتحول كل الأرباح إلى جيوب عدة هوامير ويأخذ السائق ما بالكاد يسد رمقه فقط، وكل ذلك بحجة تنظيم القطاع!!!!!


قبل عقد من الزمان، كان الواحد فينا إن ضاقت به الأرض نزل إلى البحر، وألقى بشبكته ليعود إلى أهله حاملا لهم ما أكرمه الله به من الرزق فيبيع ما يشتري به حاجات البيت ويعود بالباقي ليطعم عياله، اليوم لا يملك الواحد منا أن يبيع سمكة دون أخذ تصريح وترخيص ومحل وكفيل ووووووو........الخ، ولا فرق في ذلك بين مواطن ومقيم.


قبل عقد من الزمان كانت هنالك عشرات الشركات السياحية التي تصدر التذاكر، قريبا وقريبا جدا ستختفي هذه الشركات، فبين الكواليس يتم التحضير لإنشاء شركة كبرى “مدعومة” تأكل كل الأسماك الصغيرة من الشركات السياحية ليصبح أصحاب هذه الشركات مجرد موظفون عاديون يستلمون رواتبهم من السمكة الكبيرة “سياحة” أو “تذكرة” أو “مضيفة” أو أي اسم آخر يتفقون عليه عند إنشاء الشركة الهامور.


قبل عقد من الزمان كانت بعض الأسر المعوزة ترسل ببناتها إلى البيوت كخادمات أو كمربيات للحصول على لقمة العيش، وكان أبناء بعض الأسر يعرضون خدماتهم على المؤسسات والشركات في شتى الوظائف للمساعدة في تسيير شؤون المنزل الكبير، لم يكن هناك من مانع أن يذهب المحتاج أو الفقير إلى الصحراء “فيحتطب” ويجمع الرمال، لينقلها إلى أحد مواقع الإنشاء فيبيعها بثمن بخس يكون كافيا لحفظ كرامته عن سؤال الناس، اليوم إن اكتشف الموظف المسؤول ذلك، فواجبه يحتم عليه أن يفرض غرامة لا تستطيع الخادمة أن تدفعها ولو باعت كل ما تملك هي وعشيرتها والعشائر المجاورة.


الشركات الكبرى أصبحت تسيطر على كل شيء، ومما هو مؤسف أننا كأفراد ومؤسسات خاصة وحكومية ندعمها دون أن ندري وعلى حساب السمك الصغير، وكما يذكر الخبير الاقتصادي اللبناني الأصل نسيم نيكولا في كتابهالعشوائية المتوحشة” والذي ترجم إلى أكثر من 23 لغة أن التجارة أو العمل الحر لم يعد يجدي نفعا، وأنه خير للمرء أن يكون مديرا تنفيذيا في إحدى كبريات الشركات العالمية ليتربع على قائمة أغنى أغنياء العالم، ونظرة واحدة إلى قائمة “فوربسستكشف أن أغلبهم بالفعل هم مدراء تنفيذيون، وقد كشفت الأزمة المالية الأخيرة عن ذلك بوضوح، فما يتقاضاه أحدهم في شهر قد يفوق ما يتقاضاه باقي الموظفين في سنة.


نحن لسنا ضد التنظيم والتنسيق، ولكن يجب أن يكون بعد أخذ الرأي والمشورة من كافة الأطراف المعنية، ومراعاة لمصلحة الجميع، دون تغليب مصلحة طرف على آخر، وأن تكون القوانين والتشريعات متكاملة مع ما حولها، فلا يعقل أن أمنع نقل الركاب قبل أن يكون هناك مواصلات عامة كافية وتغطي كافة المناطق، ولا يصح أن أمنع الإنسان من صيد البحر وهو الذي تحدث عنه الله عز وجل في كتابه كأحد أهم أوسع وأشمل أبواب الرزق، ولا يحق لنا أن نمنع إنسانا من العمل بعرق يده لمجرد أنه لا يملك تصريحا بذلك، أتمنى ألا نصبح كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الطاووس، فلا هو أتقنها، ولا هو استطاع أن يعود إلى مشيته.

السبت، 2 أغسطس 2008

يوم للرجال فقط

وجعلنا من الماء كل شيء حي”، ااااااااااااااااااااااه كم أعشق الماء، وكم أعشق السباحة، كم أعشق الاغتسال وأسبابه، قصتي مع السباحة بدأت ولن تنتهي حتى تصبح أسطورة الأمريكي فيليبس من التاريخ، كانت البداية في برك الماء التي كانت تكونها مياه الأمطار في الساحات الخالية أمام منزلنا حين كانت نسبة ال 2.5% هي أقل ما يدفعه المواطن العادي في المواسم العادية للفقراء والمساكين ناهيك عن شهر الخيرات،  ولا أعرف إلى اليوم كيف كنت أنا وأخي نمتلك الجرأة الكافية لنعاود السباحة فيها المرة بعد المرة رغم العلقة الساخنة والساخنة جدا من أمي العزيزة، كنا نعود بنصف مبلول ونصف مطيون، كانتبحيرة البجع” أو “بركة القذارة” كما تسميها أمي!!!!! هي مدرستي الأولى في السباحة، وكانت المدرسة الثانية هي مسبح النادي القريب والذي تعلمنا فيه إضافة إلى السباحة الكثير عن الأحياء المجهرية والدقيقة من الأعشاب والطحالب وغيرها،  ثم جاءت مسابح الحدائق العامة التي لا أعرف سر السعادة التي كانت تنتابني وأخي حين ننزل في الماءالدافئ” جدا جدا، كنت أعود  دوما من هناك تائبا نائبا، فأهوال المحشر أصبحت أقرب إلى ذهني، مرورا بالسباحة على شواطئ البحر وفي نهر دجلة الذي لولا عناية الله وتدخل خالي في اللحظة الأخيرة لكنتم الآن تحتفلون بالذكرى السنوية العشرون لوفاتي، ثم جاء الفرج أخيرا بافتتاح الحدائق المالية الجميلة والرائعة جدا في أم القيوين ودبي وهذه قصة أخرى.


خمس سنوات قضيناها أنا وأصحابي في انتظار اللحظة التي سنزور فيها الحديقة المائية، فقد كان الاتفاق ألا نزورها حتى يتزوج آخرنا –من باب الاحتياط-، ويا ليتنا زرناها ونحن عزبا لكان الخطب أهون، تدخل الحديقة فتشاهد كل أنواع اللحوم، الحمراء والبيضاء والسمراء والسوداء باستثناء اللحوم المحلية والتي لا أشك أنها ستنزل الأسواق قريبا، تقترب منك القطط الآسيوية – لا أعرف لم يسمونها نمورا – عند كل محطة وقرب كل مخرج إما للتوديع أو للاستقبال، يتصل صاحبنا بزوجته ويسمعها كلمة الطلاق على الهاتف، ويرسل الآخر رسالة نصية قصيرة، والثالث يتذكر القاعدة الفقهية الأصولية الضرورات تبيح المحظورات وأن للضرورة أحكام، والرابع يرسل رسالة للجهات المختصة بتوفير مأذون أو جلاد في الحديقة،

لا أنكر أننا قد استمتعنا كثيرا وكثيرا جدا، لم يكن الماء هو السبب ولم نسبح أبدا لتكون السباحة هي السبب، خرجنا من الحديقة ونحن سعداء بهذه التجربة الجميلة والمغامرة الرائعة، كم تمنينا لو استطعنا الاستمتاع بها دون التفكير بأشياء أخرى، كم تمنينا لو أن كثيرا من أصدقائنا “المتزمتين” تنازلوا قليلا وأتوا معنا، تقدمنا باقتراح إلى إدارة المنتزه “بتخصيص” يوم في الأسبوع كي يتسنى للكثيرين حضور هذه الجنة دون دخول النار، أحسن المسؤولون استقبالنا ووعدونا خيرا بعد تبادل نظرات الاستهجان، بعد فترة من الزمن تطالعنا وسائل الإعلام المحلية بخبر تخصيص أيام في الأسبوع وليس يوما واحدا فقط لفئات معينة، استبشرنا خيرا، أخيرا سنتمكن من الاستمتاع دون أن نحمل آثاما ووزرا قد لا تكفره حجتان و17 عمرة (9 منها في رمضان)، أخيرا سنسبح باستخدام أطراف أربعة فقط، جاء التخصيص وكانت البداية بيوم “للعائلات فقط”، لا أعرف ما الحكمة من هذا اليوم خصوصا في مسبح أو حديقة مائية!!!!! ثم جاء التخصيص الأخير الذي انتظرناه طويلا، لكن السعادة لا تدوم فقد اكتشفنا انه لا مكان “للمتشددين” و”المتزمتين” وحتى “المحافظين” من الرجال فقد كان اليوم الآخر مخصصا “للنساء فقط”.

الأربعاء، 2 يوليو 2008

كرة صفراء أم صحافة صفراء



دعاني صاحبي ذات يوم، لحضور فعاليات بطولة دبي للتنس، دخلنا الملعب وأخذنا مواقعنا في آخر المدرجات لئلا يرانا أحد فقد بدونا كالغرباء بزينا المحلي، كانت المباراة الأولى بين الإماراتي صاحب الأرض وال………. صاحب الجمهور، وهذه ميزة تحسب لإمارة دبي، فهي أول مدينة تحتضن بطولة يكون فيها صاحب الأرض غير صاحب الجمهور، بدأت المباراة بضربات متلاحقة كنت أركز نظري فيها على الكرة الصفراء والتي حركت في داخلي ذكريات الماضي، كانت المرة الأولى التي أعرف فيها أن هذه الكرة لها استخدامات أخرى غير التي نعرفها أيام المراحل الدراسية المختلفة، ولا أعرف لماذا يصر هؤلاء المحترفون على استعارة كرة القدم الصفراء ليلعبوا بها التنس!!!!! 


كانت البداية في المرحلة الابتدائية، حيث كنا نصل باكرا قبل الطابور الصباحي ب13 دقيقة، فكان لابد لنا من استغلال الوقت بشيء مفيد، فكان الملعب هو باحة المدرسة وكانت الكرة صفراء صغيرة، كانت الباحة تحتضن خمس مباريات بين عشر فرق مختلفة بالاتجاهات الخمسة في الوقت نفسه وكان اللعب متقاطعا بشكل عجيب أشبه ما يكون بشبكة العنكبوت إضافة إلى المارة بأنواعهم المختلفة، ومع ذلك فقد كان كل فريق يعرف كرته جيدا وكان كل لاعب يميز منافسيه عن غيرهم (لا تسألوني كيف؟)، وكنا بعقولنا الصغيرة وأجسامنا الرشيقة (قبل تجمع الدهون والشحوم) نلعب ثلاث مباريات في اليوم على الأقل (صباحا وفي الفسحة وقبل الانطلاق ثم أصبحت أربعة بعد نظام الفسحتين)، ولا أعرف إلى اليوم لماذا كنا نحرص على اللعب ضد نفس الفريق المنافس كل يوم؟ لم يفكر أحد يومها باللعب ضد فريق منافس آخر!!!!! 


ثم جاءت المرحلة الإعدادية فالثانوية، حيث النقلة النوعية والمدارس الحكومية، كانت الملاعب واضحة الحدود، وكانت كل مباراة تلعب على ملعب مستقل فالملاعب كثيرة وموزعة في أرجاء المدرسة وبين الفصول، والأجمل من ذلك كله أن كل ملعب كان مزودا بمرميين مناسبين من الطوب، وكان أكثر ما يضايقني أن البعض كانوا يستخدمون المرمى للجلوس عليه (ويزعمون بكل وقاحة انه معد للجلوس أصلا)، اتفقت أنا وزملائي على إقامة دوري بيننا بدلا من اللعب العشوائي، وبدأ التسجيل، كان كل فريق يتكون من ثلاث لاعبين وواحد احتياط، أذكر حينها أن أغلب طلاب الشعبة كانوا مشاركين فقد كان عدد الفرق ستة أو سبعة، كانت مدة كل مبارة عدة دقائق، وكان على كل فريق مقابلة الفرق الأخرى جميعها، كنا نلعب عدة مواسم في الفصل الدراسي الواحد، كانت حصة العربي هي الوقت الأنسب لإعداد جداول المباريات وجدولة ترتيب الفرق بعد كل جولة، وكان زميلي يقوم بنسخها بيده لتوزيعها على بقية الفرق، كانت لجنة الحكام تعين الحكام لكل مباراة وتنظر في الشكاوي، وكانت العقوبة في انتظار الحكم عند تكرار الشكاوي بمنعه من التحكيم علاوة على العقوبة النفسية، وكان هناك لجنة للبت في الطلبات الخاصة بتغيير موعد المباريات (لوجود امتحان بعد الفسحة أو لغياب فلان لمرضه) وكانت القرارات دوما مرضية لجميع الأطراف، كان الفصل شعلة من النشاط فالكل مشارك ولو بالتشجيع وحضور المباريات، أصبحت الطلبات تأتينا من فصول أخرى للانضمام لدورينا للمحترفين، صار دورينا حديث المدرسة، وشدد الأساتذة الرقابة علينا أثناء الحصص للقبض علينا متلبسين ومصادرة نتائج المباريات وإتلافها أمامنا (لكن الذاكرة كانت دوما حاضرة)، واستمر دورينا للمحترفين عدة سنوات يحقق النجاح تلو النجاح.


رغم حداثة التجربة، وانعدام الخبرة عندي وعند زملائي، وبساطة عقولنا، ورغم وجود العقبات (المدرسون، الامتحانات، المدير، المراقبون، الطلبة الأكبر سنا) إلا أننا استطعنا إقامة دوري ناجح بكل تفاصيله، كانت اللوائح والقوانين واضحة، وكانت جداول المباريات مرنة إلى أبعد الحدود وخالية من التضارب (كان هذا أعظم الانجازات)، وكان الموسم دوما ينتهي في موعده وقبل موعد الامتحانات الفصلية النهائية، فهل يا ترى سيكون دوري اتصالات للمحترفين كدورينا لكرة القدم الصفراء، أم أن أخباره ستكون المادة الدسمة للصحافة الصفراء؟!!!!!!!!!!!!!!!