الأحد، 16 نوفمبر 2008

صليت الظهر سبع ركعات

قبل أن تتهموني بالكفر والإلحاد والزندقة، وقبل أن ترموني بسهام البدعة والضلالة، فاني أقر وأشهد الله وأشهدكم بأني أؤمن بأن صلاة الظهر 4 ركعات لا غير واني أصليها على هذا النحو 4 ركعات دوما، وأن من غير وبدل شيئا معلوما من الدين بالضرورة كهذا فهو على خطر عظيم.  


إلا أنني البارحة في صلاة الظهر وبعد الركعة الثانية جاءني الوسواس وسألت نفسي: (واحدة أم اثنتان؟) وطبعا أخذت بالأحوط، وعند الركعة الثالثة تساءلت مرة أخرى (اثنتان أم ثلاثة؟) وكان لا بد من الأخذ باليقين، ولم يتركني الوسواس في حالي فجاءني في الركعة الرابعة لأقنع نفسي بأني لم أصلي بعد إلا ثلاث ركعات فقط، فكانت المحصلة 7 ركعات وسجدتي سهو لعلها ترغم الشيطان، إلا أنني وبعد كل ذلك شككت في أن صلاة كهذه ستقبل، فأعدتها مرة أخرى وكانت 4 أو 5 ركعات مع سجدتي السهو!!!!!  


ماذا أفعل مع هذا الوسواس الذي يطاردني دوما؟ 


أخرج من باب الشقة إلى المصعد إلى الدور الأرضي، لأعود مرة أخرى إلى الأعلى لأتأكد بأني قفلت الباب المقفول، أستيقظ من نومي فجأة متوجها نحو الباب لأتأكد بأنه مقفول، هل هو فعلا الوسواس أم أني جبان؟ ربما!!! 


يستحيل أن يجدي “ريموت السيارة” نفعا معي، فأنا لا أقتنع بأن السيارة مقفولة مالم أتأكد من ذلك بنفسي برفع مقبض الباب، وأتوضأ في اليوم والليلة 10 مرات على الأقل لأصلي 5 فروض فقط، أقوم بالعد على مدار اليوم، عد الطوابيق والطوابق في الأبراج الكبيرة وإعادة عدها للتأكد!!! عد السيارات في الموقف المقابل، عد الركاب في باص النقل العام، عد الحضور في المؤتمر أو المحاضرة، عد المشجعين، بل يصل بي الأمر أحيانا إلى عد المصلين، وكم أستشيط غيظا من أولئك الذين يخرجون من المسجد بعد السلام مباشرة لأنهم خربوا علي العد


حمولة الشاحنة المجاورة ستسقط علي حتما بعد ثواني، بطاقتي الالكترونية الخاصة بالدوام تظهر حضوري في الصباح مرتان وانصرافي أربع مرات، ولو كنت أعمل في أحد محلات الهايبرماركت لتضاعفت أرباحهم ولدفع الزبائن ثمن مشترياتهم مرتان ببطاقة الائتمان.    


يكفيني دور واحد من ألعاب الفيديو ذات المربعات والمكعبات والمثلثات والدوائر والأرقام ، لينشغل مخي بها لأسابيع وتبدأ خلايا مخي بالترتيب والتركيب والتفكيك والتفجير طوال الأيام اللاحقة في النوم واليقظة


أما إذا قرر صرصور انه يسلم علي ويلمسني، فتلك مصيبة المصائب، يبقى وسواس النظافة واستخدام كل أنواع المطهرات والمساحيق والمنظفات لأيام، والغريب انه الصرصور نفسه بعد أن يلامسني يذهب للاستحمام (حقيقة علمية)


إلا أن الأمر لا يخلو من الايجابيات، ففي رمضان يزيد الأجر فأصلي عدد ركعات أكثر من التراويح خصوصا إذا فاتتني الجماعة، أعيد قراءة الكثير من السور والآيات أكثر من مرة ظنا مني بأني لم أقرأها، الأدعية والمأثورات والتسبيح تكون دوما أكثر من النصاب (هذا في حال قرأتها)، الظهور بمظهر الفاهم العاقل الذي يستطيع وبسهولة تقدير عدد الحضور في أمسية الليلة أو مباراة الأمس مع تقديم الرقم الدقيق لوسائل الإعلام.


إلا أن ما يخفف عني دوما هو صديقي الذي يتوضأ كل يوم 20 مرة ليصلي 10 مرات (أصل وإعادة لكل فرض)، صديقي الذي لا يفارق الحمام، “ومن شاف مصيبة غيره، هانت عليه مصيبته”، إضافة إلى قول ابن تيمية في عدم صحة صلاة التسابيح، وتضعيف الشيخ ابن باز لحديث صلاة التسابيح*.  

—————————————————————————— 
* صلاة التسابيح جائزة ومستحبة على رأي الجمهور

جميع ما ذكر أعلاه مجرد أمثلة لحالات حقيقية لا علاقة لي بها، ولكن علي الاعتراف أن واحدة منها تخصني شخصياً (والله واحدة فقط) ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق