السبت، 2 أغسطس 2008

يوم للرجال فقط

وجعلنا من الماء كل شيء حي”، ااااااااااااااااااااااه كم أعشق الماء، وكم أعشق السباحة، كم أعشق الاغتسال وأسبابه، قصتي مع السباحة بدأت ولن تنتهي حتى تصبح أسطورة الأمريكي فيليبس من التاريخ، كانت البداية في برك الماء التي كانت تكونها مياه الأمطار في الساحات الخالية أمام منزلنا حين كانت نسبة ال 2.5% هي أقل ما يدفعه المواطن العادي في المواسم العادية للفقراء والمساكين ناهيك عن شهر الخيرات،  ولا أعرف إلى اليوم كيف كنت أنا وأخي نمتلك الجرأة الكافية لنعاود السباحة فيها المرة بعد المرة رغم العلقة الساخنة والساخنة جدا من أمي العزيزة، كنا نعود بنصف مبلول ونصف مطيون، كانتبحيرة البجع” أو “بركة القذارة” كما تسميها أمي!!!!! هي مدرستي الأولى في السباحة، وكانت المدرسة الثانية هي مسبح النادي القريب والذي تعلمنا فيه إضافة إلى السباحة الكثير عن الأحياء المجهرية والدقيقة من الأعشاب والطحالب وغيرها،  ثم جاءت مسابح الحدائق العامة التي لا أعرف سر السعادة التي كانت تنتابني وأخي حين ننزل في الماءالدافئ” جدا جدا، كنت أعود  دوما من هناك تائبا نائبا، فأهوال المحشر أصبحت أقرب إلى ذهني، مرورا بالسباحة على شواطئ البحر وفي نهر دجلة الذي لولا عناية الله وتدخل خالي في اللحظة الأخيرة لكنتم الآن تحتفلون بالذكرى السنوية العشرون لوفاتي، ثم جاء الفرج أخيرا بافتتاح الحدائق المالية الجميلة والرائعة جدا في أم القيوين ودبي وهذه قصة أخرى.


خمس سنوات قضيناها أنا وأصحابي في انتظار اللحظة التي سنزور فيها الحديقة المائية، فقد كان الاتفاق ألا نزورها حتى يتزوج آخرنا –من باب الاحتياط-، ويا ليتنا زرناها ونحن عزبا لكان الخطب أهون، تدخل الحديقة فتشاهد كل أنواع اللحوم، الحمراء والبيضاء والسمراء والسوداء باستثناء اللحوم المحلية والتي لا أشك أنها ستنزل الأسواق قريبا، تقترب منك القطط الآسيوية – لا أعرف لم يسمونها نمورا – عند كل محطة وقرب كل مخرج إما للتوديع أو للاستقبال، يتصل صاحبنا بزوجته ويسمعها كلمة الطلاق على الهاتف، ويرسل الآخر رسالة نصية قصيرة، والثالث يتذكر القاعدة الفقهية الأصولية الضرورات تبيح المحظورات وأن للضرورة أحكام، والرابع يرسل رسالة للجهات المختصة بتوفير مأذون أو جلاد في الحديقة،

لا أنكر أننا قد استمتعنا كثيرا وكثيرا جدا، لم يكن الماء هو السبب ولم نسبح أبدا لتكون السباحة هي السبب، خرجنا من الحديقة ونحن سعداء بهذه التجربة الجميلة والمغامرة الرائعة، كم تمنينا لو استطعنا الاستمتاع بها دون التفكير بأشياء أخرى، كم تمنينا لو أن كثيرا من أصدقائنا “المتزمتين” تنازلوا قليلا وأتوا معنا، تقدمنا باقتراح إلى إدارة المنتزه “بتخصيص” يوم في الأسبوع كي يتسنى للكثيرين حضور هذه الجنة دون دخول النار، أحسن المسؤولون استقبالنا ووعدونا خيرا بعد تبادل نظرات الاستهجان، بعد فترة من الزمن تطالعنا وسائل الإعلام المحلية بخبر تخصيص أيام في الأسبوع وليس يوما واحدا فقط لفئات معينة، استبشرنا خيرا، أخيرا سنتمكن من الاستمتاع دون أن نحمل آثاما ووزرا قد لا تكفره حجتان و17 عمرة (9 منها في رمضان)، أخيرا سنسبح باستخدام أطراف أربعة فقط، جاء التخصيص وكانت البداية بيوم “للعائلات فقط”، لا أعرف ما الحكمة من هذا اليوم خصوصا في مسبح أو حديقة مائية!!!!! ثم جاء التخصيص الأخير الذي انتظرناه طويلا، لكن السعادة لا تدوم فقد اكتشفنا انه لا مكان “للمتشددين” و”المتزمتين” وحتى “المحافظين” من الرجال فقد كان اليوم الآخر مخصصا “للنساء فقط”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق